بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله الذی جعلنا من المتمسکین بولایة امیرالمومنین و الائمة المعصومین علیهم صلوات الله الملک المبین صلوة لاغایة لعددها و لا نهایة لامدها و اللعن علی اعدائهم و مخالفیهم الی یوم الدین
بمناسبت شهادت امام ثامن ضامن حریمش چون حرم آمن حضرت علی بن موسی الرضا علیه الاف التحیة و الثناء حدیث شریف حضرتش را دربیان توصیف ومقام امام با ترجمۀ آن عرضه داشتیم تا معلوم شود که امام کیست؟ و از کجاست ؟و بر چه کسی میتوان نام امام نهاد؟ ولواین شناخت درحد لفظ باشدچون حقیقت و کنه ذات امام برکسی جز خدا و رسول اوآشکار نیست زیرا به قول قاأنی :
ممکن وواجب شناسی نیست ممکن بل محال
در ظهور شمس کی خفاش را یا راستی
گر بود ممکن صفات واجبی در وی عجب
ور بود واجب چرا ممکن بدو گویاستی
گر بود واجب چرا در عالم امکان بود
ور بود ممکن چرا بی مثل و بی همتاستی
ممکن واجب نما و واجب ممکن نما
کس ندیده گوش نشنیده عجب غوغاستی
حیرتی دارد فلک بر کنه ذاتش کی رسد
خس کجا واقف زقعر و عمق این دریاستی
که این همان فرمایش حضرت رضا علیه السلام است که درهمین حدیث می فرمایند : کیست که بحق شناسایی امام برسد؟یا تواند او را انتخاب کند هیهات هیهات ، خردها درباره اش گمراهند و خاطرها در گمگاه ، عقلهاسرگردان و چشمها بی دید ،بزرگان در اینجا کوچکند و حکیمان در حیرت و بردباران کوته نظر وهوشمندان گیج و نادان و شعراء لال و گنگ و ادباء درمانده و سخندانان بی زبان ، شرح یک مقامش نتوانند و وصف یکی از فضائلش ندانند،همه به عجز معترفند ...الی آخر که انشاءالله تمام روایت را مطالعه نموده و نور ولایت را در قلوب خویش افزوده و السلام علی من اتبع الهدی.
أبو محمد القاسم بن العلاء رحمه الله - رفعه ، عن عبد العزيز بن مسلم قال : كنا مع الرضا عليه السلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا امر الامامة وذكروا كثرة أختلاف الناس فيها ، فدخلت على سيدي عليه السلام فأعلمته خوض الناس فيه ، فتبسم عليه السلام ثم قال : يا عبالعزيز جهل القوم وخدعوا عن آرائهم ، إن الله عز وجل لم يقبض نبيه صلى الله عليه وآله حتى اكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شئ ، بين فيه الحلال والحرام، والحدود والاحكام، وجميع مایحتاج الیه الناس کملاٌ، فقال عزوجل :ما فرطنا فی الكتاب من شئ " وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمره صلى الله عليه وآله : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " وأمر الامامة من تمام الدين ، ولم يمض صلى الله عليه وآله حتى بين لامته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحق ، وأقام لهم عليا عليه السلام علما وإمام وما ترك [ لهم ] شيئا يحتاج إليه الامة إلا بينه ، فمن زعم أن الله عز وجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله ، ومن رد كتاب الله فهو كافر به
هل يعرفون قدر الامامة ومحلها من الامة فيجوز فيها اختيارهم ؟ إن الامامة أجل قدرا وأعظم شأنا وأعلا مكانا وأمنع جانبا وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم ، أو ينالوها بآرائهم ، أو يقيموا إماما باختيارهم ، إن الامامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذكره ، فقال : " إني جاعلك للناس إماما " فقال الخليل عليه السلام سرورا بها : " ومن ذريتي " قال الله تبارك وتعالى : " لا ينال عهدي الظالمين " . فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال : " ووهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين " . فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها الله تعالى النبي صلى الله عليه وآله ، فقال جل وتعالى : " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين " فكانت له خاصة فقلدها صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام الانبياء : 73 . آل عمران : 68 بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله ، فصارت في ذريته الاصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان ، بقوله تعالى : " قال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث " فهي في ولد علي عليه السلام خاصة إلى يوم القيامة ، إذ لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله فمن أين يختار هؤلاء الجهال؟ . إن الامامة هي منزلة الانبياء ، وإرث الاوصياء ، إن الامامة خلافة الله وخلافة الرسول صلى الله عليه وآله ومقام أمير المؤمنين عليه السلام وميراث الحسن والحسين عليهما السلام.
إن الامامة زمام الدين ، ونظام المسلمين ، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين ، إن الامامة أس الاسلام النامي ، وفرعه السامي ، بالامام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد ، وتوفير الفئ والصدقات ، وإمضاء الحدود والاحكام ، ومنع الثغور والاطراف . الامام يحل حلال الله ، ويحرم حرام الله ، ويقيم حدود الله ، ويذب عن دين الله ، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، والحجة البالغة ، الامام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهي في الافق بحيث لا تنالها الايدي والابصار . الامام البدر المنير ، والسراج الزاهر ، والنور الساطع ، والنجم الهادي في غياهب الدجى وأجواز البلدان والقفار ، ولجج البحار ، الامام الماء العذب على الظماء والدال على الهدى ، والمنجي من الردى ، الامام النار على اليفاع ، الحار لمن اصطلى به والدليل في المهالك ، من فارقه فهالك ، الامام السحاب الماطر ، والغيث الهاطل و والشمس المضيئة ، والسماء الظليلة ، والارض البسيطة ، والعين الغزيرة ، والغدير والروضة . الامام الانيس الرفيق ، والوالد الشفيق ، والاخ الشقيق ، والام البرة بالولد الصغير ، ومفزع العباد في الداهية النآد الامام أمين الله في خلقه ، وحجته على عباده وخليفته في بلاده ، والداعي إلى الله ، والذاب عن حرم الله . الامام المطهر من الذنوب والمبرا عن العيوب ، المخصوص بالعلم ، المرسوم بالحلم ، نظام الدين ، وعز المسلمين وغيظ المنافقين ، وبوار الكافرين الروم : 56 الغيهب : الظلمة وشدة السواد ، وأجواز جمع الجوز وهو من كل شئ وسطه اليفاع ما ارتفع من الارض الهاطل : المطر المتتابع المتفرق العظيم القطر الداهية الامر العظيم والنآد كسحاب بمعناها الامام واحد دهره ، لا يدانيه أحد ، ولا يعادله عالم ، ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير ، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب ، بل اختصاص من المفضل الوهاب . فمن ذا الذي يبلغ معرفة الامام ، أو يمكنه اختياره ، هيهات هيهات ، ضلت العقول ، وتاهت الحلوم ، وحارت الالباب ، وخسئت العيون وتصاغرت العظماء ، وتحيرت الحكماء ، وتقاصرت الحلماء ، وحصرت الخطباء ، وجهلت الالباء ، وكلت الشعراء ، وعجزت الادباء ، وعييت البلغاء ، عن وصف شأن من شأنه ، أو فضيلة من فضائله ، وأقرت بالعجز والتقصير ، وكيف يوصف بكله ، أو ينعت بكنهه ، أو يفهم شئ من أمره ، أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه ، لا كيف وأنى ؟ وهو بحيث النجم من يد المتناولين ، ووصف الواصفين ، فأين الاختيار من هذا ؟ وأين العقول عن هذا ؟ وأين يوجد مثل هذا ؟ ! أتظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول محمد صلى الله عليه وآله كذبتهم والله أنفسهم ، ومنتهم الاباطيل فارتقوا مرتقا صعبا دحضا ، تزل عنه إلى الحضيض أقدامهم ، راموا إقامة الامام بعقول حائرة بائرة ناقصة ، وآراء مضلة ، فلم يزدادوا منه إلا بعدا ، قاتلهم الله أنى يؤفكون ولقد راموا صعبا ، وقالوا إفكا ، وضلوا ضلالا بعيدا ، ووقعوا في الحيرة ، إذ تركوا الامام عن بصيرة ، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين . رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته إلى اختيارهم والقرآن يناديهم : " وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون " وقال عز وجل : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " الآية وقال : " ما لكم كيف تحكمون * أم لكم كتاب فيه تدرسون * إن لكم فيه لما تخيرون * أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون * سلهم أيهم بذلك زعيم * أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين " الحلوم كالالباب : العقول ، وضلت وتاهت وحارت متقاربة المعاني وخسئت أي كلت أوقعت في انفسهم الامانى الباطلة أو أضعفهم . هذا على رواية الصفوانى كما اشار إليه المجلسي القصص 68 الاحزاب : 36 القلم : 37 إلى 42 وقال عز وجل : " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " أم " طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون " أم " قالوا سمعنا وهم لا يسمعون * إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون * ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون " أم " قالوا سمعنا وعصينا " بل هو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، فكيف لهم باختيار الامام ؟ ! والامام عالم لا يجهل ، وراع لا ينكل ، معدن القدس والطهارة ، والنسك والزهادة ، والعلم والعبادة ، مخصوص بدعوة الرسول صلى الله عليه وآله ونسل المطهرة البتول ، لا مغمز فيه في نسب ، ولا يدانيه ذو حسب ، في البيت من قريش والذروة من هاشم ، والعترة من الرسول صلى الله عليه وآله والرضا من الله عز وجل ، شرف الاشراف ، والفرع من عبد مناف ، نامي العلم ، كامل الحلم ، مضطلع بالامامة ، عالم بالسياسة ، مفروض الطاعة ، قائم بأمر الله عز وجل ، ناصح لعباد الله ، حافظ لدين الله
. إن الانبياء والائمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه و حكمه ما لا يؤتيه غيرهم ، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالى : " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون " وقوله تبارك وتعالى : " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " وقوله في طالوت : " إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم " وقال لنبيه صلى الله عليه وآله : " أنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما " وقال في الائمة من أهل بيت نبيه وعترته وذريته صلوات الله عليهم : " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما * فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا " . وإن العبد إذا اختاره الله عز وجل لامور عباده ، شرح صدره لذلك ، وأودع قلبه ينابيع الحكمة ، وألهمه العلم إلهاما ، فلم يعي بعده بجواب ، ولا يحير فيه عن الصواب ، فهو معصوم مؤيد ، موفق مسدد ، قد أمن من الخطايا والزلل والعثار ، يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده ، وشاهده على خلقه ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه؟ أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه ، تعدوا - وبيت الله - الحق ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ، وفي كتاب الله الهدى والشفاء ، فنبذوه واتبعوا أهواء هم ، فذمهم الله ومقتهم وأتعسهم فقال جل وتعالى : " ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين " وقال : " فتعسا لهم وأضل أعمالهم " وقال : " كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار " وصلى الله على النبي محمد
وآله وسلم تسلیما کثیرا.
الكافي - الشيخ الكليني کتاب الحجة جلد 1 ص 198
نظرات شما عزیزان:
|